تطورات اوربا الشرقية
و افاق الاشتراكية العمالية
حوار مع منصور حكمت
عامل اليوم: لقد شدت التحولات في اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي انظار وأهتمام العالم برمته. اننا نعيش في مرحلة تأريخية حاسمة فعلا. على اية حال، ان تأثير هذه الاحداث على الغرب وعلى الهيكل الرئيسي للعالم الراسمالي لم تكن موضع بحث او تقييم سوى قليلا. بتصورك، كيف تؤثر احداث اوربا الشرقية على الغرب "المنتصر" وما تترك من نتائج؟
منصور حكمت: من الطبيعي ان تتلمس، بادئ ذي بدء، الجماهير في اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي الآثار المباشرة لهذه العملية. ليس في ذلك ما يثير الدهشة. لكن ما يجعل عقد التسعينات مرحلة تأريخية حاسمة للعالم فهو، برأيي، الآثار العالمية المترتبة على هذه العملية وتأثيرها على العالم الغربي. أعتقد، سيتم مستقبلا النظر الى الاحداث الراهنة بوصفها مستهل لتطورات تأريخية أكبر بكثير على صعيد العالم أجمع.
أن الحقيقة السافرة التي تقف وراء مجمل الاضطرابات السياسية والايديولوجية هذه هو الهزيمة الاقتصادية لنموذج رأسمالية الدولة والانتصار الذي حققته رأسمالية السوق عليها. ان مجمل النقاشات والتعليقات التي تقوم بها وسائل الاعلام الغربية وتجد صداها في الرأي العام حول أنتصار الديمقراطية على التوتاليتارية و "نهاية الشيوعية" وأنتصار الغرب، ليست سوى اشكال تشير الى الحقيقة الاقتصادية ذاتها. ولكن ما ان تمعن النظر في ذلك، حتى ترى في الحقيقة ان الغرب وما يسمى بالكتلة المنتصرة قد القيتا في مرحلة مضطربة وحاسمة من تأريخهما. ان الافاق التي تنتظر الكتلة المهزومة قد حددت الى حد ما. إذ عليها إقتفاء ماضي الغرب. بيد انه حاضر ومستقبل الكتلة المنتصرة قد غلفتا الان مع الاحداث الجارية في اوربا الشرقية بتناقضات وشكوك. ويطرح انهيار الكتلة الشرقية أسئلة جدية فيما يخص الاقتصاد السياسي والمنظومة الايديولوجية في الغرب، وسيثير من اجلها مجابهات أجتماعية حادة.
عامل اليوم: أية تناقضات وشكوك؟ ما المقصود بالفوضى؟
منصور حكمت: في الاقتصاد والسياسة والايديولوجيا. على جميع الاصعدة. وتتمثل الحقيقة في أن الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية للغرب، على امتداد مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قد قولبتها المجابهة العالمية بين الكتلتين. بوسعنا رؤية علائم المجابهة لا على الأصطفاف العسكري والسياسي للدول فحسب، بل على مجمل الانتاج في العالم الغربي وعلى استراتيجيته وأشكال نموه وتطوره، وعلى مجمل أطارها الفكري والثقافي والمفاهيمي. فاليوم لم يعد الناتو فحسب فاقدا الى مبرر بقاءه مع الزوال العملي لحلف وارشو. وليس فقط الخطة لتوحيد السوق الاوربية في ١٩٩٢ التي يتوجب عليها، مع تحول اوربا الشرقية نحو الغرب وأعادة توحيد المانيا، ان تعيد تعريف نفسها، بل ينبغي اعادة تعريف مجمل سمات وملامح المجتمع الغربي. مع تطورات الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية، سيطرأ على تقسيم العمل للعالم الرأسمالي عموما غموض. بل ان مجمل المنظومة الاقتصادية العالمية التي حددت مكانه البلدان المختلفة والطبقات الاجتماعية لعقود يجب تعريفها مجددا مع الادغام التام لسوق العمل في الكتلة الشرقية بسوق عالمي واحد. أن هذه الاسئلة مفتوحة مرة اخرى، وتجر القوى الاجتماعية، كل بحلولها، لصراع حاد.
أن اكثر التعابير شكوكاً لهذا الاضطراب يتعلق بالديمقراطية نفسها سواء بوصفها منظومة للفكر السياسي أو كنظام اداري معين في المجتمع البرجوازي. لقد قيل لنا أن الغرب قد انتصر. أية ديمقراطية انتصرت؟ تلك المجموعة من المعتقدات والنيات الساذجة التي تعج في اذهان الاساتذة الطيبوا النيات والراديكاليين السابقين والتي ينظروا اليها بوصفها "القول الفصل" حول تحرير الانسان،أو الديمقراطية العملية الواقعية والمنمقة التي هي الايديولوجيا الرسمية الحاكمة في الغرب والتي شكلت الاطار الفكري والدعائي لــ"العالم الحر"؟ ديمقراطية هيروشيما والحرب الباردة وعمليات الابادة الجماعية في فيتنام وأنقلابات الــ(CIA) والديكتاتوريات العسكرية واعمال الاحتلال والعنصرية وقمع النقابات العمالية، ديمقراطية نيكسون وتاتشر وريغان و"التايمز" و "الاكونوميست". وبمعزل عن ما تتحفنا به الجامعات وحلقات المثقفين الطوباويين، أنها الديمقراطية الحقيقية التي سادت العالم الغربي طيلة نصف قرن بوصفها الايديولوجيا السائدة. كانت لهذه الديمقراطية، بوصفها الايديولوجيا الرسمية للغرب في صراعها العالمي ،اليد الطولي في الصراع الفكري للمجتمع البرجوازي. الىالحد الذي تضمحل فيه هذه المجابهة، يصبح هذا الاطار الايديولوجي نفسه عديم الصلة ويعاني الغرب فراغ وفوضى. أن مرحلة أستهلت مع تطورات الاتحاد السوفيتي واوربا الشرقية باكثر الصراعات الفكرية والسياسية وطأة في الغرب نفسه من أجل الأتيان بمنظومة ايديولوجية رسمية وأطار فكري سائد على الرأسمالية المعاصرة. أن الصراع الفعلي والحالي للقوى والميول الاجتماعية على جميع المستويات هي إلية ظهور الإطارات الفكرية والسياسية الجديدة في الغرب وكذلك في الشرق بقدر ترسيخ القواعد الضرورية لآليات السوق. وقد بدأت العملية المذكورة حيث نرى ذلك في بريطانيا وألمانيا وإسرائيل والاتحاد السوفيتي ودول الشرق الأوسط وأفريقيا الجنوبية وغيرها. وبأختصار،ان تحولات اوربا الشرقية فاتحة مرحلة مليئة بالأضطراب في العالم برمته والذي مركزه الاصلي ومصدر انعدام الاستقرار فيه لن تكون اوربا الشرقية، بل الغرب نفسه. ينبغي حل تلك المسائل الاقتصادية المحورية التي تلعب دورها مرة أخرى في حسم مصير الجميع بدءاً من البلدان الصناعية المتقدمة وانتهاء بالدول المسماة العالم الثالث. إن سائر المقولات والقرارات والخطط والأنماط الاقتصادية والسياسية والعسكرية السابقة تفقد أهميتها، لذا ينبغي إعادة تعريفها بالاشتراك مع أفواج لا متناهية من الأدعياء. ويتجلى كل ذلك في تلك الفوضى والتلاحم السياسي والأيديولوجي التي تعم دول الغرب و(العالم الحر) السابق. وستجعل هذه الاوضاع، بالمقابل، الادعاءات الراهنة للصحافة الغربية حول مستقبل أوربا الشرقية قديمة ولامحل لها من الاعراب.
عامل اليوم: بأي شكل ستؤثر هذه الاوضاع على حركة الطبقة العاملة ونضالاتها؟
منصور حكمت: اعتقد ان عقد التسعينات سيكون عقد الحركات الاحتجاجية العمالية الحادة في قلب أوربا لعدة اسباب: أولاً، مارست هجمة اليمين الجديد والتاتشرية والريغانية،لاكثر من عقد، ضغطاً شديداً على الطبقة العاملة. وقد كان جزء من الهجمة هو قمع النقابات العمالية التي كان لها مكاناً في النظام السابق. وقد كان ذلك، بالمقابل، ممكناً مع أزمة الاشتراكية الديمقراطية والتفوق السياسي والايديولوجي للمحافظين الجدد. ويمكن،اليوم، تلمس النتائج المدمرة لهذه السياسات بالنسبة للعمال-البطالة، فقدان الخدمات الاجتماعية...الخ-أكثر من أي وقت مضى. في الوقت ذاته، يفقد اليمين انسجامه وتماسكه الايديولوجي والسياسي. في مجمل أوربا، فأن قضايا مثل البطالة، تقليص ضمانات العمل وساعات العمل وغيرها، ستصبح أساس للنهوض جديد للحركة العمالية، في الوقت الذي تفقد البرجوازية أدواتها السابقة للأخضاع السياسي والفكري للحركة العمالية وقدرتها على التعبئة الشعبوية للفئات المتوسطة ضد طبقتنا. ثانياً، أن افول النقابية، في الوقت الذي له آثار مباشرة وحاسمة على هذا الجيل من العمال، خلق الاجواء للافكار الجديدة والممارسات البديلة في مجال التنظيم العمالي. لقد تحركت الحركة العمالية صوب نشاطات أكثر راديكالية، تم تنظيمها خارج البنية التقليدية النقابية، كما أن الحملات الداعية الى "ديمقرطة النقابات" أو خلق منظمات بديلة لهي في أزدياد مضطرد.ان ذلك يمد يد العون لانبثاق حركات أكثر راديكالية وأكثر عمالية قادرة على التعامل مع القضايا الطبقية الملحة لهذه المرحلة. وأخيرا، ثمة نقطة اخرى في غاية الاهمية تتمثل في ان العمال، ومع التطورات الاخيرة، يحسون بصورة أكبر بهويتهم الطبقية الخاصة. وفي الوقت الذي يتهافت الجميع على المائدة المقامة على شرف الديمقراطية، فأن العامل الالماني الشرقي والبولندي والعامل الروسي في ليتوانيا وأستونيا قد بدأو يدركون الان بأنهم أنفسهم من يتم طهيهم وتقديمهم كطبق أساسي للمائدة. ويدرك العامل الاوربي الغربي ان خلف مجمل ذلك الزعيق حول الديمقراطية وحقوق الانسان، فأن العامل وحده الذي عليه أن يهتم بحقوقه السياسية دون أن يأمل باي شيء يأتيه من المثقفين واصحاب الشهادات الذين يملئون المقاعد البرلمانية العائدة للاشتراكية الديمقراطية أو المناصب النقابية الحرفية. في الحقيقة ان الفئات اللاعمالية والحركات اللاعمالية من الديمقراطية والاشتراكية الديمقراطية حتى حركة حماية البيئة القومية وغيرها، وفي مسراهم لأبعاد انفسهم عن العامل والافكار العمالية، يجبرون العامل اليوم على التفكير بعمق بهويته الطبقية الخاصة. أعتقد أن عقد التسعينات سيشهد نزول العامل الى حلبة الصراع بصورة سياسية ونضالية مختلفة كلياً.
عامل اليوم: وماذا عن الماركسية؟وكيف ترى آفاقها؟
منصور حكمت: فقط الان بمقدور الماركسية، بوصفها نظرة وفكر الطبقة العاملة حول العالم والتغيير الاجتماعي، ان تتقدم الى الواجهة في هذه المرحلة. فقط الان حرر العامل من الف نوع ونوع من الماركسيات المزيفة للطبقات المالكة. أني مدرك ان ذلك لم يتم عبر الهجمة الفكرية والعملية لماركسية العامل والاشتراكية العمالية، بل تم عبر انهيار أقطاب اشتراكية زائفة تحت ضغط أقسام أخرى من البرجوازية نفسها. أني مدرك كذلك ان الاوضاع الراهنة ستمارس ضغوطاً وتضع عراقيل امام الفكر الاشتراكي والحركة الاشتراكية عموماً. ولكن سيكون امد عمر الضغوطات المناهضة للأشتراكية قصير. ان نفس الرأسمالية توفر الارضية للأشتراكية العمالية وللتصور والنظرية الخاصة بهذه الحركة، أي الماركسية. طالما هناك عامل ورأسمالي، فأن هناك ماركسية ايضاً. ولكن خلصت هذه المرة الماركسية نفسها من مجمل التيارات التي تعقبت المصالح اللاعمالية بأسمها بغض النظر عن الشكل والمسار الذي طواه هذا التخلص. بوصفي ماركسي وفعال الحركة الأشتركية العمالية، أشعر شخصياً ان السبيل سالكة للتقدم أكثر. مما سبق، اذا كان المجتمع بمجمله يمضي نحو أعادة التفكير بالعديد من اسسه، إذا تغدو التسعينات عقد الصراعات بين الآفاق الاجتماعية في المجتمع، وإذا البرجوازية تمضي نحو فراغ أيديولوجي ـ وهي جميعاً ستكون، برأيي، سمات التسعينات ـ، ستتقدم الماركسية، بوصفها نقداً و نظرة صائبتين، الى الواجهة في المجتمع مرة أخرى. لايساورني أدنى شك في ذلك ابداً.
عامل اليوم: ان الحركات القومية في الاتحاد السوفيتي في ازدياد متعاظم. ما هو مستقبل هذه الحركات؟ وهل ستكون موضع ترحيب واستحسان عالمي؟
منصور حكمت: أن أحد التيارات الاجتماعية التي انفلتت من عقالها أثر انهيار الكتلة الشرقية هي القومية. لقد كانت القومية، ومنذ أمد، حركة أجتماعية معززة في المجتمع البرجوازي. ويبدو أنه لأمر "طبيعي"و"محترم"جداً أن تكون قوميا في هذا المجتمع. الكل يعبد علمه القومي، وليس ثمة أمرء قد تم توجيه اللوم له على أسوأ نماذج محدودية النظر والانفصال السافر عن الهوية الانسانية والعامة والكونية. أن القومية اليوم، ما عدا حالات معدودة، لم تعد حتى ذا صلة بالظلم القومي. انها، وفي الجزء الأغلب منها، مستقاة من الاعتبارات الآقتصادية الدنيوية للبرجوازية المحلية حول آفاق التطور الاقتصادي الأقليمي. ولايبعث على العجب والاستغراب ان نرى حضرة القومي في ليتوانيا وأستونيا يستهل حملته بتجريد العامل الروسي من حقوقه السياسية الأساسية. برأيي، ان القومية لاتستهدف انها الظلم القومي. أنها فقط تدافع من اجل اعادة تعريف علاقة الأمم المضطهِدة والمضطهَدة.
فيما يخص مستقبل هذه الحركات، أعتقد مع الاندغام الأقتصادي للعالم الرأسمالي وأستناداً الى الحقيقة ان البرجوازية لاتفكر،في الوقت الحاضر،بتفتيت الوحدات الوطنية الصغيرة، بل بالأحرى بتشكيل كتل عالمية جديدة. وعليه، لن تجد القومية اجواءاً مشجعة داخل البرجوازية. قد ينال بعضهم الاستقلال، وقد لاينال. لكن القومية وقضية الاستقلال الاقتصادي لن تصبحا مادة مغرية للعالم الرأسمالي.
عامل اليوم: كيف ترى تأثير الاوضاع العالمية على أوضاع ايران؟ تأمل العديد من الاحزاب المعارضة بأنها ـ أي الاوضاع ـ ستؤدي الى انبثاق الديمقراطية والبرلمانية؟
منصور حكمت: اعتادت المعارضة الليبرالية الايرانية، مع الآريين الجدد القادمين من الاحزاب الموالية للسوفيت سابقاً على هذه النمط من التفكير السياسي. بالأمس، كانوا يقرعون طبول البرلمانية مع انتخاب كندي أو كارتر ممتصورين أنهما سيجلبا لهم برلمانهم. أنهم لازالوا ينتظرون. أنهم لايفهمون ان السياسة في مجتمع ما تحددها صراع القوى المادية والواقعية والاجتماعية سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي لا الصيغ العاطفية من أمثال "عصر نهاية الديكتاتوريات". يجب اسقاط"الديكتاتورية" عبر قوى واقعية. ان مثل هذه الصيغ قد أنتجها الطبقات الوسطى والمثقفين في أوربا الذين ربطوا كل امالهم باوربا ويتطلعون الى ادراك مغزى التحولات بتلك الطريقة. ان هذه الصيغ لهي أوصاف ساذجة وذاتية لعمليات اكثر موضوعية. أنها ليست كما لوا ان الالهة شرعت باسقاط الديكتاتوريات الواحدة تلو الأخرى. بالأضافة الى ذلك، يتناسى الليبراليون الايرانيون الديمقراطية غير الرسمية والأكاديمية والوسطوية الطبقة في اوربا التي تنتج مثل هذه الصيغ للأستهلاك العام وهي اوربية المركز بشكل كبير. فيما يتعلق بالبلدان التي تقع خارج أوربا، وبالأخص تلك التي تكون فيها أوضاع وحال الجماهير ليست على ما يرام، فأن اعلان وجود الديمقراطية يكتفي بأقامة انتخابات كلامية شكلية تشارك فيها معارضة مؤسساتية. أن الديمقراطية الرسمية للطبقة الحاكمة في اوربا هي ايضا الكلمة التي تستخدم قبالة الكتلة الشرقية. لو كانت الديمقراطية مسألتها لما فرضت جيل بعد جيل من الديكتاتوريات العسكرية على البلدان التابعة لها ولما حولت هذه البلدان الى ساحات لعمليات الأبادة الجماعية وميادين للحرب.
أن ما يمكن قوله هو ان مكانة ايران والتيار الأسلامي قد تغيرا الآن موضوعياً بالنسبة للرأسمال العالمي. مع زوال الكتلة الشرقية، لن يكون لايران تلك الحساسية الاستراتيجية التي كانت تتحلى بها سابقا لدى الغرب. أن الرأسمال العالمي ليس بحاجة ملحة الى حزام اخضر والنزعة الاسلاموية حول الاتحاد السوفيتي. أن أعادة الاعمار الاقتصادي لايران جراء الحرب يجب ان ينتظر دوره حتي يتم اعمار أقتصاد أوربا الشرقية. أن مجمل تلك تعني تغير المعادلات الاقتصادية والسياسية في ايران إذا ما قورنت بالسنوات السابقة، وربما تسير الاوضاع صوب ممارسة ضغوط اضافية على النظام الأسلامي في ايران. على اية حال، بغض النظر عما تؤول اليه اقامة ديمقراطية يرلمانية من عدمه والتي لا تعني حتما الحرية السياسية،أو فرض أشكال أخرى من الاستبداد البرجوازي، أو انتصار البديل الثوري العمالي، فأنه امراً ستحدده القوى الاجتماعية الواقعية. اعتقد شخصيا ان من ينشد الحرية السياسية عليه ان لا يتطلع لأحد سوى للطبقة العاملة. أن البرجوازية، سواء أكانت ايرانية ام غيرها، قد برهنت عدم استطاعتها على الازدهار في بلد مثل ايران دون سحق الحقوق السياسية للملايين.
تمت الترجمة عن النص الانكليزي المنشور في العدد ١ من Worker Today (عامل اليوم) وهي جريدة عمالية أممية ــ الصادر في آيار ١٩٩٠ وتمت المراجعة عن النص الفارسي للعدد ذاته.
ترجمة: فارس محمود
m-hekmat.com #2540ar.html
|